اللهم وفق فلان ..... هذا الدعاء غالبًا ما ندعوه لمن نحب ، أو ندعو به لأنفسنا ( اللهم وفقنا ) طلبا للتوفيق في أعمالنا ، وقد نرى إنسان ناجحا في عمله فنقول هذا إنسان مُوفق ... والحق أن هناك فرقًا وفارقًا كبيرًا بين النجاح في العمل والتوفيق فيه .
فالنجاح في العمل يتطلب ظهور النتيجة المثمرة لهذا العمل ، بخلاف التوفيق ، فإن التوفيق أوسع بكثير من النجاح .
فالتوفيق في العمل هو أن يكون العمل موافقا لما شرعه الله لنا وغير مخالف لهدى الرسول صلى الله عليه وسلم .
فقد يكون هناك إنسان على غير الحق ، وصمم برنامج أو عمل عملًا لقيَ من النجاح الكثير والكثير ، ولكنه في الحقيقة غير موافق لشرع الله سبحانه وتعالى ولا لهدي نبيه صلى الله عليه وسلم ، كما أنه قد يدخل إنسان كلية الطب مثلا أو الهندسة أو غيرها ويتخرج ويصبح بمنصبه ذي مكانة مرموقة أمام الناس ويشار إليه بالبنان في العلم والمال والمنصب والجاه ، ولكن للأسف قد يكون في ميدان التوفيق ضائعا من خلال المخالفات التى يرتكبها تحت مظلة منصبه وثروته .
فمن الاخطاء التي قد يرتكبها الإنسان أن يجد إنسانا غير مسلم تقلد مشروعا ناجحا ، ويقول هذا رجل موفق في عمله ، ولكن الأصل أن نقول هذا إنسان ناجح في عمله ، فالنجاح أمر دنيوي أما التوفيق فإنه أمر ديني .
ومن هنا ينبغي على الإنسان المسلم أن يتحرى في عمله التوفيق بالطلب من الله ، بغض النظر عن كون العمل لقي نجاحا دنيويا أم لا ، فالتوفيق ليس نجاحا بقدر ما هو صلاحا يلامس قلب الإنسان الموفق ، ولن يصل إلى هذه المنزلة إلا من طلبها وألح في الطلب عليها من الله ، فلنسأل الله التوفيق دائما وأبدا .
اللهم وفقنا لطاعتك واجعلنا من أهل جنتك ... اللهم آمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق