بقلم الطالبة : شفاء محمد السعديفي إحدى الأيام كانت الأم مع طفلها يتجولان في الغابة فقالت الأم بحنان
لابنها : يا بني هل تعلم بأن الطبيعة مدرسة لك و يرد عليها و كيف للطبيعة أن تكون مدرسة لي فتجيب الأم
عندما تعتبرها الملجأ لهمومك و عندما تتأمل بها و تتفكر و تجعل من تفاصيلها
أصدقاءً لك من ثم سترى أنها بالفعل اجمل مدرسة . من ثم جلست الأم مع طفلها يستظلون
تحت شجرتهما المعتادة .ظل الطفل يفكر و يفكر كيف للطبيعة
أن تكون مدرسة وهي تخلو من الأساتذة و الطلاب و المباني و الكتب و ظل يتسائل بما
قالت أمه في ذلك الحين .
مرت الايام و السنوات وكبر
الطفل وأصبح شابًا و كبرت الأم و بدأ شعرها يشيب و بدأت تشعر بآلام ضئيلة في
مفاصلها و لكنها لا تزال تلك الأم بطباعها و أفكارها و أسلوبها الجميل ،كان الابن
مواظبا لزيارتها و رعايتها فلم يقصر بها أبدًا و كان يخبرها بما حصل له في عمله و
حياته و يهتم بها و لكن حصل ما لم يتوقعه
عندما كان في المستشفى مع امه فتنحى جانبًا و قال له الطبيب أن امه قد اصيبت بمرضٍ
خطير لا يمكن التهاون به ، و لكن الشاب لم يتقبل هذه الفكرة و بدا وجهة شاحبًا
فجأة و تقلبت الوانه خوفًا على والدته و لكن ما باليد حيله . فقرر عند عودته
للمنزل بإخبار أمه و لكن الأم لم تتأثر أبدًا و لم تظهر عليها أي علامة من الخوف
فتفاجئ الابن بما قالت له أمه فقالت و هي في ابتسامة خفيفة مشوبه بالحزن : أعلم
بهذا الورم فقد اصابني بعد ولادتك و لكنني لم أود ان أخبرك بهذا حتى انني لم اخبر
أحدًا عنه مطلقًا فهل تراني يومًا شكوت على أحد أو رميت بنفسي في المستشفيات فأنا
عند علمي بهذا بالفعل تأثرت و ارتبكت و لكنني رميت نفسي للطبيعة اخبرتها بأنني
مصابة فردت علي اوراقها نحن ضمادات لك و ردت على الشجرة انا امك التي احتضنك و
قالت لي تغريدات الطيور نحن موسيقاك التي نجعلك تنسين نفسك و الزهور تفوح رائحة
كلماتها العطرية التي صنعت لي فراشًا ارتمي به فجميعها معطاءة و هي صامته لا تمن و
لا تطلب و متألمة و هي صامتة ايضا لا تشكوا ولا تتألم بالرغم من الحرائق التي
تشعلها و القطع الذي تتعرض له أشجارها و لكنها تنمو مرة أخرى و من جديد لا تستسلم
لرمادها و أنا كذلك لن استسلم لمرضي لأنني تلميذة للطبيعة . و سرعان ما اخبرته
تذكر بما قالته امه له و هو في صغره فلم يلبث الا و احتضن أمه و قبلها في قدميها و
هو سعيد و قرر الاقتداء بأمه العظيمة و اصبح التلميذ الآخر للطبيعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق