ايها الحضور الكريم .... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
إن ما يؤسفني في هذه الأيام أن أرى الكثير من الناس يسعون
ويبحثون عن الشهرة سعيا وبحثا مميتا، أهوسهم فكرًا وأهزلهم جسمًا ، متناسين أن الرسول
صلى الله عليه وسلم حذر من السقوط فيها ، حيث قال ( مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ فِي
الدُّنْيَا أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ).
فها هو قد بلغ الهوس بالشهرة مبلغًا عظيمًا من خلال وسائل التواصل
الإجتماعي سواء ( أنسجترام أو أسناب شات أو فيس بوك أو يوتيوب أو غيرها ) ولا شك أنه قد يفتك هذا الهوس بالنقير والقطمير
.
فقد كان - ولازال - من جَرَّاءِ هذا الهوس القاتل أن انتهج كل
مهووسٌ بالشهرة منهجا لا يراعي فيه الله عز وجل ولا رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم
- ، ولا يعرف فيه قدره ولا أقدار الناس في أماكنهم .
وفي قمة هؤلاء الأفاكين الباحثين عن ثوب الشهرة ، الذين يخضون
في أيات الله بالتشكيك تارة والتأويل تارة أخرى أو بالتعرض لشخص الرسول الكريم بالتهوين
من قدره عليه الصلاة والسلام أو بالتشكيك في أحاديثه الواردة في أصح الكتب عنه –
صلى الله عليه وسلم - ، وكل وذلك حتى يصيغوا لأنفسهم حدثا يزهو بهم في لباس الشهرة
، ولكن بئس اللابس والملبوس .
ومن هؤلاء الذين يؤدون أن يرتدوا ثوب الشهرة بالباطل من يتعرضون
للقادة الحكماء والعلماء الثقات الأجلاء بالكذب والبهتان ، من أجل الحصول على لقب
الناشط السياسي او الحقوقي أو المجتمعي أو المفكر الديني أو الوسطي ..إلخ .
ومن هؤلاء الذين يطمحون الصعود إلى أعلى قمم الشهرة الباطلة
الذين ينقلون الأخبار الباهتة عن الفنانين والفنانات أو يقومون بتمثيل المشاهد الكاذبة
الضالة جذبا للإنتباه وسعيا ، إلى تحقيق
أكبر عدد من الاعجابات تحت عنوان إضفاء روح الابتسامه على المجمتع أو تبيان
الحقائق له ، متناسيا عن عمد أن فعله هذا يعمل على تهميش العقول وتضييع الأفكار والحقائق
فتصبح الحياة عبثية خالية من الجد والنشاط ، ولم تنجُ حتى النساء من هذا الإفك ،
ولعلنا قد سمعنا عن تلك الفتاة التي قامت بتصوير نفسها في مشهد غير إنساني مدعية
إقدامها على الانتحار ، وذلك حتى تقطع للشهرة أسرع طريق ، فضج الكثير من الناس
ووقعوا في المصيدة حيث قاموا بتدوال المقطع عبر تطبيقات هواتفهم ، وفي النهاية
تبين كذب هذه الفتاة وأمثالها ممن باعوا دينهم بدنياهم ، ودفنوا ضمائرهم من أجل
رغباتهم .
ومن غير هؤلاء هناك الكثير والكثير ولكنني قبل أن أيمم وجهتي
نحو الختام أود أن أبشر هؤلاء الباحثين عن الشهرة فقط بأن سعيكم غير مشكور وعملكم غير
مأجور ، مصداقا لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيمن أول من تسعر بهم جهنم
قارئ القرآن ... حيث يقال له لقد قرأت حتى يقال أنك قارئ وقد قيل فخذوه الى النار
.... هذا فيمن كان يقرأ القرآن ويعلمه الناس فما بالنا بمن يفعل الأثم وينشره بين الناس
.
فيا أيها الساعون المهوسون بالشهرة عودوا إلى مكامنكم أو ألزموا
الحق حتى تنالوا النجاة .. فالشهرة الحقيقية أن تكون عند الله مشهورا وفي ملئه الأعلى
مذكورا ... فأقوالكم وأعمالكم عليها سوف تحاسبون
،فليس هناك غير مصيرين إما إلى جنة أو إلى نار فأعدوا لما ترجون ... والله المستعان
وعليه التكلان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق