كتبته : علياء صالح العبيدي
أهمية القراءة :
القراءة هي البوّابة الأولى لتلقِّي العلوم المختلفة والمتنوّعة،
وهي الوسيلة الوحيدة لانتقال المعرفة، وهنا تكمن أهميّة القراءة بالدرجة الأولى؛
فهي بهذا تستطيع فتح آفاق أوسع وأشمل للإنسان، الأمر الّذي سيؤدّي حتماً وفي نهاية
المطاف إلى التطوير من الحياة سواءً على الصعيد الشخصيّ أم على الصعيد الجماعي.
القراءة بحدِّ ذاتها هي من أكثر الوسائل التي توفّر المتعة والفائدة في آنٍ واحدٍ،
خاصّةً إن كان هذا الإنسان من النّاس الّذين يسعون إلى أن يطوّروا من أنماط حياتهم
وأعمالهم المختلفة، وأن يصلوا أيضاً إلى ما يطمحون إليه من أهداف.
تكمن أهميّة القراءة وبشكلٍ رئيسيّ في كونها الطريقة الوحيدة التي
يمكن للإنسان بها أن يكتسب المعرفة وبشكلٍ متّصل غير منقطع؛ فالكتاب الواحد يعطي
القارئ خبرةً كبيرةً لم يستطع المؤلّف أن يجمعها إلّا بعد أن قضى وقتاً طويلاً جداً
في الجدِّ والعمل والاجتهاد. من هنا كانت القراءة من الأمور الهامّة غير الثانوية
التي يتوجّب على كلِّ الناس أن يجعلها على رأس أولويّاته؛ بحيث تصبح جزءاً أصيلاً
من الأنشطة اليومية.
كثرة القراءة لا تزيد المعلومات فحسب؛ بل تعمل على زيادة القدرة
على التحليل وربط الأمور ببعضها البعض، كما أنَّ الإنسان كثير القراءة يكتسب
مهاراتٍ جديدةٍ منها: القدرة على الفهم بشكل أسرع، والقدرة على النّقاش والحوار في
أي موضوع من المواضيع المختلفة، الأمر الذي يعمل على تطوير شخصيّة هذا الفرد وبشكل
كبيرٍ جداً لم يكن يتسنّى له لولا ممارسته لهذا النّشاط الرائع.
إنَّ القراءة هي الوسيلة الوحيدة التي تُمكِّن الإنسان من اكتساب
مهاراتٍ متعدِّدة وفي الوقت نفسه، وهي أيضاً الوسيلة الوحيدة التي يمكن لها أن
تكسبه مكاسب مختلفة أخرى ومتنوّعة لها أوّل وليس لها آخر، منها أنّها قد تكسب هذا
الإنسان بعض المكاسب الماديّة التي قد تقلب حياته رأساً على عقب، وتحسّن أحواله
إلى أحوال أفضل.
يمكن من خلال القراءة أيضاً أن يقوم الإنسان بتعلّم لغات أخرى غير
لغته الأصلية، كما ويمكنه أن يُحسِّن ويُطوِّر من اللغات التي يمتلكها، والتي من
ضمنها لغته الأصليّة؛ فالقراءة تعطي للإنسان القدرة على الكتابة بطريقة أفضل، وذلك
عن طريق إكسابه عدد كبير من المفردات المختلفة والمتنوّعة التي تساهم وبشكل كبيرٍ
جداً في تطوير اللغة عند هذا الإنسان، وفي تطوير قدرته على التعبير عن نفسه وعمَّا
يجول في خاطره من أفكار، الأمر الّذي يجعل لديه قبولاً كبيراً وواسعاً عند كافّة
الناس ممّن يحبّون القراءة، وممّن يقرؤون له إن كانت له أيّة محاولات في اقتحام
عالم الكتابة والتأليف.
فوائد القراءة وأثرها على الفرد والمجتمع:
القراءة مفتاح المعرفة
وطريق الرقي ؛ وما من أمة تقرأ إلا ملكت زمام القيادة وكانت في موضع الريادة وخير
شاهد ما نعاصره من تفوق النصارى في الغرب والبوذيين في اليابان وتراجع المسلمين
الذين نزل كتابهم العزيز المقدس مبتدئاً بالأمر " اقرأ " ؛ والأمر ذاته
يصدق في حق الأفراد من الناس. والقراءة نزهة في عقول الرجال كما قال المأمون
وتجربة ماتعة لا يكاد يهجرها من سحرته الكتب وهام بالمؤلفات وعشقها فهي سميره
وحديثه ورفيقه ومحور حديثه وموضع اهتمامه . والقراءة ذات شان عظيم حتى عند من لا
يستمتعون بها ولذا تكثر الأسئلة حولها ويحرص المهتمون على ما ينفعهم فيها ما بين
قراءة كتب موجهة أو الالتحاق ببرامج تدريبية أو استضافة ذوي التجارب للاستفادة
منهم ؛ وهذا كله مسلك مبارك يؤازر ويثنى عليه . ومع أهمية الموضوع إلا أني كنت
أهاب الكتابة فيه وأتجنبها قدر المستطاع وما دعاني للكتابة حولها إلا كثرة السؤال
ممن لا يسع المرء إلا أن يجيبهم فأحببت اتخاذ هذه المقالة مادة أحيل عليها من يسأل
عسى الله أن ينفع بها ويجعلها من الصدقة الجارية .
هناك أسباب عديدة نقرأ
بسببها، نذكر منها:
- أهداف تعبدية: كقراءة القرآن
وكتب العلم وهي أشرف أنواع القراءة وأجلها ولا ينبغي لمسلم العدول عنها
ألبته.
- أهداف وظيفية: كمن يقرأ في صلب
تخصصه وطبيعة عمله.
- أهداف تطويرية: وهي قراءة ما
يصقل الشخصية ويعزز المواهب.
- أهداف ثقافية ومعرفية: مثل
القراءة العامة للمعرفة والاطلاع وزيادة المخزون الثقافي.
- أهداف ترويحية: إذ إن القراءة
بحد ذاتها مؤنسة للنفس، فكيف إن كان المقروء من النوادر والمِلَح والحكايات
المستطرفة والأعاجيب؟
- أهداف
واقعية: بالتفاعل مع الواقع، كالعروس يقرأ قبل الزواج، أو من يسمع عن منظمة
التجارة الدولية فيقرأ عنها.
لماذا يعزف البعض عن
القراءة؟
- أسباب تربوية: حيث تغيب ثقافة الكتاب
عن بعض البيوت والمحاضن التربوية.
- أسباب شخصية: كالجهل، والغرور،
والنظرة القاصرة للنفس، ويدخل ضمنها ضعف المستوى التعليمي.
- أسباب اقتصادية: بسب غلاء أسعار
الكتب، أو فقر الإنسان، أو قصور دخله عما هو أهم، أو ما يظنه أهم إضافة إلى
استغراق بعض الأعمال جل اليوم.
- أسباب إدارية: وتبرز عند من لا
يحسن تنظيم وقته ولا يعرف أولوياته ولا يرتب أدواره الحياتية.
- أسباب ترفيهية: فبعض الناس
رفاهيته هي الأصل، ولا مكان للجدية إلا في ركن قصي يضيق ولا يتسع. ولعل
انتشار وسائل الإعلام والانترنت يدعم هذا الجانب.
- أسباب
منفعية: حيث يقول قائلهم: وأي شيء ناله القراء من كتبهم؟! هل صاروا (نجوماً)
كمن يحسن التحكم في قدمه أو حنجرته أو بعض جسده.
من الممكن أن نعتاد على
القراءة؟ نعم، ولكن كيف؟
- لابد من وجود قيمة معنوية للكتاب
في البيت والمسجد والمدرسة.
- أهمية المكتبة المنزلية العامة
ومكتبة المسجد أو الحي ومكتبة المدرسة.
- البحث عن القدوات والأمثلة
الحية؛ وكلما كانت القدوة قريبة كالأب والزوج والجار والمعلم وإمام المسجد
كان أثرها أبين وأسرع.
- زيارة المكتبات العامة والتجارية
ومكتبات العلماء والمثقفين الخاصة.
- تحديد ساعات يومية للقراءة
والالتزام بها.
- البدء بالكتب اللطيفة وذات
الموضوعات المحببة للنفس.
- اقرأ في
المجالات التي تشعر بمسيس حاجتك لها لتعرف نفاسة القراءة فلا تفرط بها.
كيف أقرأ؟
- حدد عدداً من الكتب لقراءتها
خلال السنة، بمعدل كتابين أو أكثر شهرياً، على أن تكون خطتك مرنة وقابلة
للتكيّف حسب المتغيرات.
- استخدم قلم الرصاص في التعليق
ومحاورة المؤلف، وقلم الرصاص أفضل من غيره للطف أثره وسهولة محوه وتغييره.
ويمكن استخدام الأقلام الفسفورية للإشارة إلى أمر مهم، وأفضلها القلم الأصفر
لأنه لا يظهر في تصوير الأوراق.
- اجعل مكان قراءتك مضاءً بالمريح
المعين من الأنوار، وليكن جيد التهوية، مُهيّئاً بكل ما قد تحتاجه من أوراق
وأقلام وملصقات وغيرها. واحذر من وسائل الاتصال في أثناء خلوتك الثقافية.
- قد تخلو بعض الكتب من عناوين
جانبية فضعها على جوانب الصفحة لسهولة الوصول إليها مستقبلاً، ولحملك على
مزيد من التركيز في أثناء القراءة.
- استخدم
الملصقات اللطيفة لتحديد موضع التوقف، ولا تثني ورق الكتاب أو تضع القلم
داخله.
بين القراءة والمطالعة :
المطالعة من أهم وسائل كسب المعرفة، فهي تمكن الإنسان من الاتصال
المباشر بالمعارف الإنسانية في حاضرها وماضيها، وستظل دائمًا أهم وسيلة لاتصال
الإنسان بعقول الآخرين وأفكارهم، بالإضافة إلى أثرها البالغ في تكوين الشخصية
الإنسانية بأبعادها المختلفة، وهناك فرق واضح بين إنسان قارئ اكتسب الكثير من
قراءاته، وإنسان آخر لا يميل إلى القراءة ولا يلجأ إليها، مع أن المطالعة تحتوي
على أمور ثلاثة مهمة:- الملاحظة، والاستكشاف، والبحث الذاتي عن المعرفة. ومن هنا
تأتي شمولية القراءة والاطلاع.
وتعتبر المطالعة الركيزة الأولى لعملية التثقيف، وهي مكملة لدور
المدرسة ووسيلة من أهم وسائل التعلم، ومما لا شك فيه ازدياد الحاجة إلى تعليم
مهارات القراءة اللازمة وهذا نتيجة النمو الهائل في المعرفة البشرية. كما أن أهمية
المطالعة عند العقلاء من أسمى الأهميات وأجلّها قدراً، وقد توشك القراءة أحياناً
أن توازي الشراب والطعام لدى المولعين بها ممن عرفوا شرفها ومدى قدرها.
أما في حياة علماء الشريعة الإسلامية خاصة، وذوي الاختصاصات
العلمية عامة، من علم طب بشتى شعبه و هندسة وفلاحة، فحدث عنها ما شاء الله لك أن
تحدث، وذلك أن المطالعة عندهم بمنزلة الحياة نفسها، فهم يحيون بها حياة الأرض
بالماء ويموتون بها موت الأرض بالقحط والجفاف. وإنك يا طالب العلم إن تأملت أحوال
هؤلاء، لا بد أن ترى من خلالها أهمية القراءة، لكونها أشبه ما تكون بالشجرة
الدائحة، المخضرة متنوعة الأصناف، وهذا معناه أن ثمارها من ناحية وفوائدها من
ناحية آخرى تختلف من كتاب لكتاب ومن فن لآخر، والقراءة في هذا الشأن تختلف هي
أيضاً كما يختلف الشجر بأصنافه وألوانه، وتختلف بذلك من بعد ثماره من شجرة لأخرى،
وأعتقد أن في هذا بعض ما يقربنا من معالم التناسب المعنوية منها والمادية، الثابتة
على الدوام بين المثل ومثله.
تكتسب القراءة أو المطالعة أهمية عظيمة بالنسبة للأطفال، سواء في
حياتهم الدراسية أم الدنيوية المختلفة أم الدينية. فالقراءة لها فوائد ومزايا
وفضائل عظيمة لا تعد ولا تحصى في حياة الأطفال، فهي تعد من الوسائل والأساليب
المهمة جدًّا لتنمية قدراتهم ومعارفهم المتنوعة، وتفتح المطالعة أمام الأطفال
أبواب العلم والمعرفة والثقافة، سواء من الناحية التعليمية أم الثقافية أم
الاجتماعية أم التربوية أم الترفيهية أم غيرها.
القراءة تزود الأطفال بمختلف العلوم والثقافات: للقراءة أهمية
عظيمة لا يمكن إنكارها في حياة الأطفال؛ فهي تزودهم إن هم أحبوها وأدمنوا عليها
بمختلف العلوم والمعارف والثقافات، سواء كانت دينية أم علمية أم أدبية أم ثقافية
أم اجتماعية أم تربوية أم ترفيهية. وإذا كانت هواية القراءة تفتح أمام الأطفال
أبواب العلم والمعرفة والثقافة الشاملة الدينية والدنيوية، فإن من واجب الوالدين
والمربين والمعلمين تشجيع الأطفال عليها وحبها والإدمان عليها بكل الطرق والوسائل
الممكنة.
الاستفادة من خبرات الآخرين وتجاربهم: ومن الفوائد والمزايا
العظيمة للقراءة والمطالعة في حياة الأطفال التعرف والاطلاع والاستفادة من خبرات
وتجارب الآخرين في مختلف الميادين والمجالات، وهذا ما يجعل الأطفال يعيشون بخيالهم
ويفكرون ويتأملون ويستخدمون عقولهم ويكتسبون مجموعة من الأفكار والمعلومات والقيم
والسلوكيات التربوية والأخلاقية والاجتماعية. وهكذا فإن قراءة القصص والحكايات
والكتب والمجلات والمطبوعات وغير ذلك تفيد الأطفال كثيرًا في حياتهم وتجعلهم
يستفيدون من خبرات وتجارب الآخرين.
المطالعة في حياة الانسان تزوده بالمعلومات وتنمي فكره العلمي
والخيالي والثقافي. وكذلك أصبحت المطالعة أمرًا سهلاً، وذلك عبر الإنترنت
والمكتبات العامة والخاصة، والإندماج مع أفراد المجتمع. لكن الآن أصبحت المطالعة
أمرًا لا يهم الأجيال، عوضاً من مطالعة الكتب والصحف والمجلات وغيرها والاستفادة
منها أصبحوا لا يهتمون بأمرها، ويقضون أوقاتهم في أشياء فارغة كالأفلام،
والمسلسلات التافهة، والأغاني الشائعة إن صح التعبير.
المصادر:
https://ar.m.wikipedia.org/static/images/mobile/copyright/wikipedia-wordmark-ar.svg
مقال مفيد ومهم وعلى كل شخص قراءته فعلا القراءة غذاء للعقل وهي شيء مهم أتفق معك علياء
ردحذف